الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا لم نعثر على ما يفيد إثبات إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الحوار، ولكنه ذكر ابن القيم بعض فقرات هذا الحوار في حوار بين عمر وحذيفة رضي الله عنهما، وذلك في كتابه الطرق الحكمية، وذكر ابن عطية في تفسيره بعضه.
وقد تكلم الفقهاء على صحة مثل هذا الكلام، فذكر المرداوي في الإنصاف والبهوتي في كشاف القناع والرحيباني في مطالب أولي النهى: أنه لا يحنث من حلف بالطلاق أو غيره على أنه يحب الفتنة ويكره الحق إذا كان يعني أنه يحب المال والولد ويكره الموت.
ثم إنا ننبه على أن عمر رضي الله عنه كان من أعلم الصحابة وأفهمهم، ولذلك ولاه أبو بكر رضي الله عنه القضاء أيام خلافته، وقد نزلت عدة آيات توافق اجتهاده، ولما توفي قال فيه ابن مسعود رضي الله عنه: إني لأحسب تسعة أعشار العلم ذهب يوم ذهب عمر. رواه الطبراني ورجاله ثقات كما قال الهيثمي، وراجع الفتوى رقم: 35953، والفتوى رقم: 40659، والفتوى رقم: 50868.
والله أعلم.