الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اختلف أهل العلم في جواز لعن الكافر المعين، فمنعه بعضهم لأن حالته عند الوفاة لا يعلمها إلا الله، وذهب آخرون إلى جواز لعنه.
وأما الكافر غير المعين كاليهود والنصارى وغيرهم من الكفار عموما، فقد ورد لعنهم في كتاب الله عز وجل. قال تعالى: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ {المائدة: 78-79}. وجاء لعنهم في الحديث الشريف، روى الشيخان من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد.
وهذا لا يتنافى مع قوله صلى الله عليه وسلم: لا يكون المؤمن لعانا، لأن لعانا صيغة مبالغة، ومعناها كثير اللعن، وأما اللعن لمن ورد لعنه في الكتاب والسنة فلا حرج فيه.
والله أعلم.