الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن تحديدات أرباع القرآن الكريم وأحزابه وأجزائه اجتهادية وليست توقيفية، ولهذا تجدها تختلف من مصحف لمصحف ومن جهة لأخرى، ولذلك فلا يمكن أن نحدد لك أطول أو أكبر ربع من القرآن الكريم، فقد وضع المعنيون بهذا الأمر الأرباع لتحديد كمية الحفظ أو المراجعة أو الورد.. ولهذا نلاحظ أنها لا ترتبط ببداية السورة أو نهايتها أو بداية السياق أو نهايته... وأغلب المصاحف المتداولة بين أيدينا اليوم وخاصة مصحف مجمع المدينة ـ الغالب على الربع فيها أن يكون من صفحتين إلى ثلاث صفحات، والأغلب أن يكون صفحتين ونصف يزيد وينقص قليلا، ومن النادر الزيادة على ثلاث صفحات والنقص عن صفحتين من الصفحات المتوسطة التي تحمل خمسة عشر سطرا. ومن أمثلة الأرباع الطويلة ربع "يوم يجمع الله الرسل" في الحزب الثالث عشر وينتهي عند قوله تعالى" وله ماسكن في اليل والنهار" فإنه أخذ من المصحف ثلاث صفحات ونصف تقريبا. وأمثلة الأرباع التي تنقص عن صفحتين ربع " يسبح لله" بداية الحزب السادس والخمسين. وغالبا ما تكون الزيادة على المعتاد أو النقص عنه على حساب الأرباع الأخرى في نفس الجزء فيختل التوازن بين الطول والقصر.. ولهذا طالب بعض المراقبين على المصاحف بتعديل الأرباع والأحزاب والأجزاء لتكون متوازنة لأنهاـ كما أشرناـ اجتهادية ولسيت توقيفية، والقصد منها خدمة الطالب وتحديد كمية الحفظ.. ولهذا السبب لا يمكن تحديد أكبر ربع لاختلاف ذلك من جهة لأخرى، فليست الأجزاء والأحزاب والأرباع مثل السور والآيات. والله أعلم.