الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن كشف الوجه والكفين مسألة اخلتف أهل العلم فيها، ولاشك أن الورع هو الالتزام بسترهما ولا سيما إذا كانت المرأة تخشى الفتنة بها أو عليها، وقد قدمنا فتاوى في ذلك فراجع منها الفتوى رقم: 50794. وإحالاتها. ثم إن على العبد أن يعمل أعماله كلها خالصة لله تعالى لقوله الله تعالى: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ *أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ {الزمر: 2ـ3}.ولما في الحديث: إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه. رواه النسائي بسند جيد كما قال المنذري في الترغيب وصححه الألباني. وعليك أنت أيضا أن تخلص لله تعالى في دعوتك إياها، وألا تكون بدافع الغيرة فقط، وأن تسعى في هدايتها لجميع شعب الدين، وأن تحاول إقناعها بالاحتياط في أمر الحجاب والبعد عن الفتن. ثم إن إقناعها بعدم الخروج لأماكن الاختلاط والفتن ضروري جدا لأمر الله للنساء بالقرار في بيوتهن إلا لحاجة يحتجن للخروج لها ولا يجدن من ينوبهن فيها ويدل لهذا قول الله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ {الأحزاب: 33}. ولقوله صلى الله عليه وسلم لأمهات المؤمنين لما حج بهن: هذه ثم ظهور الحصر. رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني. وأما إذا كانت محتاجة للخروج فإنه لا حرج عليها فيه لما في حديث البخاري: قد آذن الله لكن أن تخرجن لحوائجكن. واعلم أن أعظم ما يرقق قلوب الناس هو وعظهم بكلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم. فحرضها على الاشتغال بهما تلاوة ومطالعة وسماعا مع التدبر، فإن النظر في الوعيد يقمع الأهواء والشهوات، وراجع الفتوى رقم: 31768، والفتوى رقم: 41016، 48987. والله أعلم.