الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإذا كانت صديقتك هذه قد تزوجت من هذا الرجل الأخير زواجا صحيحا فالواجب عليها طاعته في المعروف، وذلك لما للزوج على زوجته من الحقوق التي بينا طرفا منها في الفتوى رقم: 27662، وكون هذه المرأة قد فعلت معاصي مع هذا الرجل وهي في عصمة غيره لا يسقط ذلك حقه عليها بعدما تزوجها، بل عليهما جميعا التوبة من تلك المعاصي، والتوبة كما قال أهل العلم الإقلاع عن الذنب، والندم على ما فات منه، وعقد العزم على عدم العود إليه ثانية، وإذا حصلت التوبة على هذا النحو فإن الله تعالى بمنه وكرمه وعد التائب بغفران الذنوب في أكثر من آية، منها قوله سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}. ولتحذر هذه الأخت من القنوط من رحمة ربها فإن اليأس والقنوط من رحمة الله ومغفرته معصية كبيرة، لقول الله تعالى: وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ {الحجر: 56}.بل الواجب عليها التوبة، ثم رجاء رحمة الله تعالى بقبولها، ومما يساعد على ذلك الإكثار من الأعمال الصالحة لأن الحق سبحانه يقول: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ {هود: 114}. ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة وخالق الناس بخلق حسن. رواه أحمد والترمذي. ولا شك أن من أهم الطاعات والقربات التي تتقرب بها المرأة إلى ربها عز وجل هي حسن عشرتها لزوجها، وطاعتها له في غير معصية، وفي الحديث: إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت. رواه أحمد. أما بخصوص كيف السبيل إلى إصلاح تلك الأخطاء التي صدرت منها لزوجها السابق فالجواب أن ذلك يكون بالتوبة وبالإكثار من القربات وأعمال الطاعة، ولا يجوز لها أن تبوح بشيء من تلك المعاصي لأي أحد مهما كان، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله جل وعلا. رواه مالك في الموطأ والحاكم والبيهقي وصححه السيوطي. والله أعلم.