الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الصداقة التي بمعنى المخالة والمودة لا تجوز مع الكفار، لقول الله تعالى: لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ... {المجادلة:22}. وأما المصاحبة التي هي بمعنى الإنصاف لهم والعدل معهم والإحسان إليهم حسب أخلاقهم ونوع تعاملهم فلا حرج فيها، لقول الله تعالى: لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ {الممتحنة:8}. وعليك أن تسعي في إقناع زميلتك هذه بالنطق بكلمة الشهادة، وتبيني لها أنها ستنال بها الفوز بالنعيم في دار الخلود والنجاة من عذاب الله، وأن الله بعد أن جاء بالإسلام فإنه لا يقبل من الأديان غير الإسلام، قال تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {آل عمران:85}. وإذا توصلت إلى هدايتها إلى الإسلام فلك في ذلك الأجر الكثير عند الله، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم.
والله أعلم.