الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي ننصحك به هو أن تجمع بين العمل في تخصصك وبين العمل في الدعوة إلى الله عز وجل، وإذا علم الله منك صدقاً وتجرداً بارك في وقتك الذي تخصصه للدعوة، وبارك في مالك الذي تحصله من عملك، واعلم أن الله تعالى أثنى على رجال كان لهم تجارة وبيع، ولكن ذلك لم يشغلهم عن ذكر الله وإقام الصلاة.
ولو لم يكن لهم تجارة لما خصوا بهذا الثناء من بين الناس، قال تعالى: رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ {النــور:37}، ثم لتعلم أن العمل والكسب نفسه إذا صاحبته النية الحسنة صار في حق صاحبه عبادة وطاعة، وراجع في هذا الموضوع الفتوى رقم: 3249، والفتوى رقم: 28532.
والله أعلم.