الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكون هذه المرأة تحتفظ بصورة لشيخ وتقول إنه رئيس الصوفيين، وأنه كان يداوي مثلها، لا يؤخذ منه -بالضرورة- صلاح حالها، بل إنه دليل على فساد في المعتقد وانحراف في المنهج، وذلك لأن الصوفية خصوصاً في العصر الحاضر قد اشتملت على الكثير من الانحرافات كالغلو في المشايخ والصالحين، وتقديم العبادة للأضرحة دعاء واستغاثة ونذراً وذبحاً وطوافاً، وهذا من الشرك الذي إذا مات عليه الإنسان كان من أهل النار خالداً فيها مخلداً، والاحتفاظ بالصور أيضاً غير ممدوح، وكنا قد بينا ذلك في فتاوى سابقة فراجعي فيه فتوانا رقم: 1935.
وعلاج المرضى الذين عجز الطب عن علاجهم قد يكون كرامة وقد يكون استدراجاً، والكرامة والاستدراج إنما يمكن التمييز بينهما عن طريق حالة الشخص نفسه، فإن كان مستقيماً على أمر الله مبتعداً عن معصيته محافظاً على نوافل العبادة، كان الذي يجده من تلك الأمور الخارجة عن العادة يمكن أن يوصف بأنه كرامة، وإن كان بخلاف ذلك كان الذي هو فيه استدراجاً، وراجعي في هذا الموضوع فتوانا رقم: 32634.
والله أعلم.