الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن سماع الصوت من الهواتف أمر موجود عند الناس، وقد يكون مصدره جنيا مؤمنا صادقا أراد نصح المسلم وقد يكون شيطانا رجيما كذابا، فقد سمع في عهد السلف خبر الهجرة بمكة وخبر موت سعد بن عبادة ومصدر هذا من الجان. وقد يكون الهاتف ملكا من الملائكة، فقد روي أن عمران بن الحصين كانت تسلم عليه الملائكة. ثم إنه لا يعتمد على الهواتف في أي أمر شرعي ولا يثبت بها أي خبر، إلا أنها يستأنس بها إن كان سامعها مستقيما في دينه، ويظن بها الكذب إذا كان غير مستقيم. ثم إن الجن يقدرون على التسلط على الإنسان وخنقه، فعليك أن تتحصن منهم بالبعد عن المعاصي، والحفاظ على الأذكار الصباحية والمسائية، وآية الكرسي وأذكار النوم. وأما كراهة الشيطان ومعاداته فإن ذلك أمر مشروع، إلا أن المعركة معه ينبغي أن تقوم بها وأنت حي الآن، فجاهده برد شبهه وشهواته، وجاهده بدعوة أتباعه حتى يتوبوا ويرجعوا للدين الصحيح. وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 26335 ،4179 ،4403، 33860 ، 18583 .
والله أعلم.