الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كنت تقصد أن البنك الإسلامي يشتري الدين الذي عليك بنقد يعجله للبنك ثم يستوفي منك الدين بعد مدة، فهذا لا يجوز، لما يترتب عليه من ربا النسيئة، حيث إنه شراء نقود بنقود مع تأخر القبض، وقد يكون فيه ربا الفضل أيضا إذا كان سوف يستوفي منك أكثر مما دفع.
أما إذا كنت تقصد بشراء الدين أن البنك الإسلامي يوفي عنك الدين الذي عليك للبنك الربوي، ثم يسترد منك هذا الدين دون زيادة فهذا لا بأس به، وهو من الإحسان إليك.
وعلى كل حال، فعليك أن تنقل حسابك من البنك الربوي للبنك الإسلامي متى قدرت على ذلك، وإذا كنت لا تتمكن من نقله حتى يكون قدر ما عليك للبنك الربوي خمسين ألفا، فليس أمامك إلا أن تستمر في التسديد للبنك الربوي حتى يصل الدين إلى هذا القدر، ونسأل الله أن يعفو عنك.
وأما ما نزل من المال في حسابك في البنك الربوي من راتب أو نحوه، فيجب عليك أخذه وإيداعه إن شئت في بنك إسلامي أو الاحتفاظ به، ولا يجوز تركه في حسابك في البنك الربوي، ولو في حساب جار لا تتقاضى عليه فوائد، لما في ذلك من الإعانة للبنك الربوي على نشاطه المحرم، وقد قال تعالى: وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ.
والله أعلم.