الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ندري ما الدافع لقرابتك على معاداتك ورمي زوجتك، ومع ذلك نقول: إن كنت أنت وزوجتك مظلومين فأبشرا بمعية الله ونصره، ما دمت تصلهم وتبرهم وتتصل بهم وتزورهم في حين أنهم قد قطعوا صلتك ولم يرعوا حق قرابتك وحق رحمك ورموا زوجتك بما رموها به بغير حق، ونذكرك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما جاءه رجل يشكو إليه سوء معاملة أقاربه له، قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون علي! فقال: لئن كنت كما قلت فإنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. رواه مسلم وأحمد وأبو داود. معنى " تسفهم المل" تطعمهم الرماد الحار، وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم، كما يلحقهم الألم في الرماد الحار. فننصحك بالتحمل والصبر وعدم مقابلة الإساءة بالإساءة، ولكن قابل ما تجده من أذى بالإحسان وبالصبر الجميل، ولعلك إن استمررت في دفع إساءتهم إليك بالإحسان إليهم وصلة رحمهم يشرح الله صدورهم للحق، فيتركون مقاطعتك، وتتحول عداوتهم إلى موالاة ومحبة، قال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ *وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {فصلت:34ـ35}. أما هؤلاء الذين يسبون زوجتك ويرمونها بما لا يليق فقد ارتكبوا أمرا محرما، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: سباب المسلم فسوق. متفق عليه. ويقول الله عز وجل :إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {النور:23}. فعليهم أن يتوبوا إلى الله تعالى مما هم فيه، وأن يستسمحوا من سبوه ورموه.
وعلى كل حال فلا يسوِّغ لك ارتكاب هؤلاء لما ارتكبوه في حقك وفي حق زوجتك أن تعق أمك أو أن تقلل من شأنها، فشأن الأمهات عظيم، وعقوقهن خطير.
والله أعلم.