الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته- من الخير في الدراسة وبر الوالدين وإعفاف النفس عن السؤال، وجلب الراحة النفسية، وإفادة المسلمات، والقدوة الحسنة وغير ذلك مما بينته مجملا ومفصلا في سؤالك - كلها مبررات لبقائك في الكلية ومواصلة دراستك. واعلمي أن دراسة المرأة ليست ممنوعة في حد ذاتها، والمنع إن جاءها فإنما يأتيها مما ينجر عنها من الاختلاط المحرم والفساد المستطير. ثم إن عدم ارتدائك للنقاب خطأ كبير ولا يبرره ما ذكرت من رفض والدك. فقد اتفق أهل الفتوى من أهل المذاهب الأربعة على أن تغطية الوجه والكفين واجبة على المرأة إن خافت الفتنة بكشفهما، واختلفوا في ذلك إذا لم تخش الفتنة. ولك أن تراجعي في أقوالهم وأدلة كل فريق منهم فتوانا رقم: 5224. ولا يبرر ترك النقاب رفض الوالدين له لأن طاعتهم فيهما هو محرم لا تجوز، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. رواه أحمد وصححه السيوطي والهيثمي والألباني. والحاصل أن دراستك في حد ذاتها لا تعتبر خطأ، وإنما يجب عليك أن تلتزمي بالضوابط الشرعية التي منها لبس النقاب، والبعد عن مواطن الفتنة، وتجنب الخلوة مع الرجال والخضوع بالقول إليهم، ونحو ذلك مما تمليه نصوص الشرع. وإذا كانت الدراسة تحول دون ذلك أو تؤدي إلى أمرمحرم فالواجب تركها والالتزام بشرع الله، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.