الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان ما قالت زوجتك من ملا مستك لعورة أختك حقا، أو كان ما قمت به من مزاحها بادخالك رجلك بين رجليها شهوة فلتتب إلى الله تعالى ولا تعد لمثل ذلك في المستقبل، وإن كان فيما بينك وبين ربك أنه لم تكن بينك وبين أختك ريبة ولا تخشى الفتنة من زيارتها فلتزرها ولتزر أمها، ولا تقطع رحم أختك لأنها من الرحم الواجبة. ولا يجوز لك طاعة زوجتك في ذلك، فإن قطيعة الرحم موجبة للعنة الله وغضبه وعقابه نعوذ بالله من ذلك، فقد قال تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ*أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ {محمد:22ـ23}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة قاطع، قال سفيان في روايته: يعني قاطع رحم. متفق عليه. وأختك لأبيك من الرحم الواجب وصلها، ولا يجوز قطعها، أما أمها فيستحب لك وصلها فإن من بر الولد بوالده أن يبر أحباءه، قال صلى الله عليه وسلم: إن من أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي. رواه مسلم. وكون الزوجة تهدد بطلب الطلاق إن لم تقطع رحمك ليس مبررا ولا عذرا لقطعها، ولكن عليك بالحكمة ومحاولة إقناع الزوجة بذلك، أو وصلها بدون علم الزوجة، أو التصالح مع الزوجة بأن لا تقابل أختك إلا وهي معك أو غير ذلك من أنواع التصالح الذي لا يكون فيه قطيعة ولا يؤدي إلى مفارقة الزوجة. أصلح الله حال أهلك وأعانك على صلة رحمك إنه ولي ذلك والقادر عليه.