الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الإجابة عن هذا السؤال نود أولا أن نبين لك أن الإقامة في بلاد الكفر إنما تباح للشخص إذا أمن على نفسه وماله، واستطاع القيام بجميع شعائر دينه على الوجه الصحيح. والصلاة هي عماد الدين، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة. وقد أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوب المحافظة عليها في السفر والحضر، والأمن والخوف، والمرض وغير ذلك، ولا يجوز تأخيرها عن وقتها إلا لعذر معتبر. وعليه، فإذا كنت لا تتمكن من أداء الصلوات في أوقاتها، فواجبك الأول هو الخروج عن هذا البلد إلى حيث تستطيع إقامة الشعائر، أو أن تبحث عن عمل يسمح لك فيه بأداء الصلاة في وقتها. وإن كنت مضطرا إلى هذا العمل ولم تجد بديلا عنه في الظروف الحالية، فلك البقاء فيه إلى أن يتوفر لك غيره. وفي انتظار ذلك فلك أن تجمع بين الظهرين اعتمادا على من قال بصحة ذلك. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وأوسع المذاهب في الجمع بين الصلاتين مذهب الإمام أحمد، فإنه نص على أنه يجوز الجمع للحرج والشغل. قال القاضي أبو يعلى وغيره من أصحابه: إذا كان هناك شغل يبيح له ترك الجمعة والجماعة جاز له الجمع.