الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن تقديم محبة النبي صلى الله عليه وسلم على محبة الوالدين فرض عين على كل مسلم، ولا يكون المؤمن مؤمناً إلا إذا كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما حتى من نفسه، لأن محبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم شرط من شروط الإيمان، قال الله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ {البقرة:165}، وفي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين. وفي رواية لأحمد: ومن نفسه...
وعلى هذا فمحبة النبي صلى الله عليه وسلم ليست من المستحبات أو الفضائل؛ وإنما هي من الفرائض وشروط الإيمان. ولا شك أن من قرأ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم واطلع على حياته ودعوته... أحبه أكثر من نفسه، وهذا هو السر في محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم له، فكانوا يفدونه بأنفسهم ويكرهون أن تصل إليه شوكة أو أي مكروه وأذى.... وهم يقتلون ويصلبون.. ولهذا فإن على المسلم أن يقرأ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه والسلف الصالح حتى يصل إلى الحب المطلوب لله تعالى وحب رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 5707.
والله أعلم.