الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن أصدرنا فتويين برقم: 55364، 57098 بينا فيهما أن هذه الأمور من الكهانة وادعاء علم الغيب الذي قد يخرج صاحبه من ملة الإسلام.
أما إخبار هذه العرافة بأشياء قد تقع فيكون عن طريق الجن والشياطين مما يخطفه مسترق السمع، ثم يكذبون مع الكلمة الواحدة مائة كذبة، كما سبق بيانه في الفتوى: 17507 ويكون هذا الأمر فتنة وامتحانا، وليس دليلا على صد قهم ولا على إبطال الشرع، فإن الدجال الأكبر يقول للسماء امطري فتمطر، وللأرض انبتي فتنبت، وللخربة أخرجي كنوزك فتخرج كنوزها تتبعه، ويقتل رجلا ثم يمشي بين شقيه ثم يقول له قم فيقوم، ومع هذا فهو دجال ملعون، قال ابن تيمية: يكون لأحدهم القرين من الشياطين يخبره بكثير من المغيبات بما يسترقه من السمع وكانوا يخلطون الصدق بالكذب. اهـ.
فيجب عدم التعلق بقول هؤلاء، فمن تعلق بأقوالهم وكله الله إليهم وحرمه من توفيقه وهدايته. قال صلى الله عليه وسلم: من تعلق شيئا وكل إليه. رواه أحمد.
ولا يجوز الذهاب إليهم ولا تصديقهم، وقد ورد في ذلك الوعيد الشديد، كما سبق بيانه في الفتاوى: 1815، 14231، 21278، 39659.
والله أعلم.