الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يحل لك أن تأخذ المساعدة المذكورة لأنه إذا كان ما قامت به سفارتك من الإخبار بخلاف الواقع عن تعمد منهم أو بطلب منك فإن ذلك قد اشتمل على محذورين شرعيين:
الأول: الكذب، والكذب حرام وذلك معلوم من الدين بالضرورة.
الثاني: أخذ المال بغير حق لأن المؤسسة المذكورة إذا علمت بالدخل الحقيقي فإما ألا تعطيك شيئاً وإما أن تقلل من مقدار العطية.
أما إذا كان ما قامت به سفارتك من غير تعمد ولا طلب منك فإن في ذلك محذورا واحدا وهو أخذ المال بغير حق، فالواجب عليك الآن هو أن تغير الراتب المذكور في الورقة فتذكر فيه ما هو حق ثم تقدمها لهذه المؤسسة، واعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2-3}.
والله أعلم.