الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من الإحسان إلى الوالدين الإنفاق عليهما لاسيما مع الحاجة أو العجز عن إكمال الحاجة، وهذا النوع من الإحسان يكون في حالة فقر الوالدين واجبا، ويكون مستحبا في حال ما إذا كان لهما مال أو كسب لا يشين بهما ويليق بحالهما. فإذا كان والد الأخ السائل محتاجا إلى إكمال بناء سكن له فالأولى صرف المال إليه ما لم يكن السائل وأولاده وأهله أحوج إلى بناء سكن فصرفه في ذلك أولى.
ويدل على هذا الحديث الذي رواه أبو داود والنسائي وصححه الحاكم من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تصدقوا، فقال رجل يا رسول الله: عندي دينار، قال: تصدق به على نفسك، قال: عندي آخر، قال: تصدق به على ولدك، قال: عندي آخر، قال: تصدق به على خادمك.
قال الشوكاني: حديث أبي هريرة فيه دليل على أن الإنفاق على أهل الرجل أفضل من الإنفاق في سبيل الله. اهـ.
فالمقصود أن النفقة على الأهل والولد والوالد أفضل من النفقة على بناء مسجد.
وفي الحديث: ابدأ بمن تعول. رواه أحمد.
والله أعلم.