الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد وضع الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه التاريخ الهجري بعدما جمع الصحابة واستشارهم في أي تاريخ يجعلون فاتفقوا جميعاً على وضع التاريخ الهجري بعد استعراض الأحداث الكبرى من ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي ووفاته صلى الله عليه وسلم.. واستعراض تاريخ الأمم الأخرى، فاختاروا التاريخ الهجري لعدة عوامل من أهمها مخالفة المشركين التي أمر بها الشرع، ومنها تميز هذه الأمة عن غيرها.
ومنها أن بالهجرة كان ظهور الإسلام وإعزاز المسلمين وقيام دولتهم... وأما اختيار شهر محرم بداية السنة فلأن المسلمين يجتمعون كل سنة بمكة في أشهر الحج وينصرفون إلى الآفاق في محرم وكان ولاة الأمصار يجتمعون في الموسم كل سنة مع الخليفة فيأتون إليه بالتقارير ويتشاورون معه... فيرجعون بالأفكار العملية والخطط للمستقبل.
وأما أسماء الشهور القمرية فإن العرب وضعوا لها هذه الأسماء المعروفة لأنهم انتزعوها من بيئتهم ومن الأزمنة التي وقعت فيها التسمية من الحر والبرد والربيع.. قال أهل اللغة: إن العرب لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة، سموها بالأزمنة التي وقعت فيها كما أشار السائل الكريم في مثاله بشهر رمضان.. كما سموا شوالاً لتشويل لبن الإبل فيه وتوليه وإدباره عند انقطاع الرطب.
وهكذا في بقية الشهور فإن أسماءها منتزعة إما من البيئة وإما الزمان، وبإمكانك الرجوع إلى تتبعها في المعاجم اللغوية، وكذلك الشهور الشمسية فإن عليك أن ترجع فيها إلى المعاجم لأن المقام لا يتسع لتتبعها.
والله أعلم.