الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الكذب من أقبح الذنوب وأشنعها، وقد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ... وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً. رواه مسلم.
وروى ابن عساكر أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: هل يزني المؤمن؟ قال: قد يكون ذلك. قيل: هل يسرق المؤمن؟ قال: قد يكون ذلك. قيل: هل يكذب؟ قال: لا، ثم أتبعها نبي الله صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة: إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون. ويعظم إثم الكذب بحسب ما يترتب عليه.
وعلى ذلك، فإن الواجب عليك هو المبادرة بالتوبة النصوح إلى الله تعالى، وتلافي ما استطعت بالإصلاح وبذل الجهد لحل ما ترتب على تلك الكذبة من المشاكل، وإذا كان يترتب على الإخبار بها مفسدة أعظم، فإن عليك أن تستري نفسك ولا تخبري أحداً إلا إذا كان الإخبار يصلح ما فسد، ولا تترتب عليه مفسدة أعظم، وعليك أن تبذلي كل جهد ممكن لإصلاح ما فسد، وتطلبي السماح من كل من تضرر ولو بوجه عام.
وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 1052.
والله أعلم.