الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا يجوز للمرأة أن تسافر بمفردها، بل لا بد من وجود محرم أو زوج معها، لقوله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها. رواه البخاري ومسلم، ولقوله صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم، فقام رجل فقال: يا رسول الله إن امرأتي خرجت وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا فقال: انطلق فحج مع امرأتك. رواه البخاري ومسلم.
فهذان حديثان من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم يدلان على تحريم سفر المرأة بغير محرم، ولم يخص سفراً من سفر، ولم يستثن من ذلك السفر للعمرة ولا غيره؛ وإنما ترخص بعض الفقهاء كالمالكية والشافعية بسفر المرأة المأمونة مع الرفقة الآمنة في الحج دون محرم، لأنه فرض، فأقاموا الرفقة في هذا مقام المحرم، والعمرة عند المالكية غير واجبة أصلاً.
وبناء على ما تقدم نقول للسائلة الكريمة: لا يكفي وجود مجموعة من النساء في السفر لأجل العمرة، فإن توفر الزوج أو محرم فسافري، وإذا لم يتوفر أحد منهما، فلا تسافري، فإن السلامة لا يعدلها شيء.
والله أعلم.