الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك في حرمة المساهمة في بنوك الربا، لأن الربا من كبائر الذنوب وحرمته معلومة من الدين بالضرورة، فعلى من فعل ذلك أن يتوب إلى الله تعالى وأن يطهر ماله من الحرام بأن ينسحب من البنك ويتصدق بما زاد على رأس المال لكن الإشكال هو أن البنك لا يوجد عنده شيء اسمه انسحاب فليس عنده للمساهم إلا خياران:
إما أن يبيع وإما أن يبقى كما هو عليه، وبيع تلك الأسهم فيه إشكال شرعي وهو نقل الحرام إلى شخص آخر، وبقاؤه في البنك مع التصدق بالحرام أقل مفسدة من أن ينقل الحرام إلى غيره مع احتمال أن المشتري لا يتصدق بالحرام وهو الغالب.
والآن وقد بعتم الأسهم التي في البنك الربوي واشتريتم بقيمتها أسهما في البنك الإسلامي فإنه لا يحل لكم منها إلا ما كان بمقدار رأس المال وأرباح ذلك المقدار بعد دخوله إلى البنك الإسلامي فقط، أما ما زاد على رأس المال وأرباحه في البنك الإسلامي فيجب عليكم التخلص منه بصرفه في وجوه الخير، ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 35470.
والله أعلم.