الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا حرج في البر والتلطف بالكافر والتصدق عليه دون موالاة ومحبة له بالقلب إذا لم يكن محاربا. لقول الله تعالى: لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ {الممتحنة:8}. وعليك أن تنوي في الإحسان إليه دعوته إلى الاسلام، وأن تدعو له بحصول الهداية، وأن تدعوه بالفعل وتحاوره قدر المستطاع، فلأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. كما في حديث البخاري. وقد روى البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقعد عند رأسه فقال له: أسلم، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أطع أبا القاسم، فأسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: الحمد الله الذي أنقذه من النار. وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 9896 ، 22048 ، 47321 ، 19652.