الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كلمة سلام الواردة في تحية ضيوف إبراهيم عليه السلام له يختلف إعرابها عن كلمة سلام الواردة في رده عليهم لاختلاف موقعهما من الإعراب، فقول الضيوف: سلاما بالنصب مفعول مطلق من فعل محذوف، والمعنى: سَلّموا سلاما، أو قالوا: نُسِلّم سلاما.
وأما قول إبراهيم في رده عليهم سلام بالرفع فإنه مبتدأ أي سلام عليكم، أو عليكم سلام، فكانت تحيتهم بجملة فعلية وكان رده عليه السلام بجملة اسمية، قال أهل التفسير: رد عليهم التحية بأحسن منها كما أمر الله تعالى بقوله: وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا {النساء:86}، وذلك لأن الجملة الاسمية التي تدل على الثبات والاستمرار أبلغ من الجملة الفعلية... ...
وبخصوص كتب التفسير المفيدة فإننا نذكر لك منها تفسير القرطبي، وتفسير ابن كثير، وتفسير التحرير والتنوير للعلامة ابن عاشور، وتفسير أضواء البيان لمحمد الأمين الشنقيطي.
والله أعلم.