الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالكواعب الأتراب نساء الجنة من أهل الدنيا، ينشئهن الله تعالى إنشاء بعد ما كن عجائز فانيات، كما قال الله تعالى في شأنهن: إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء* فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا* عُرُبًا أَتْرَابًا* لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ {الواقعة}، وروى الترمذي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنا أنشأناهن إنشاء، كن عجائز في الدنيا عمشا رمصا. وروى الطبراني: أن عجوزا قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال: يا أم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز، فولت تبكي، فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز. صححه الألباني في الصحيحة.
وأما قاصرات الطرف، فقال أهل التفسير: إن نساء الجنة لا يرين شيئاً أحسن في أعينهن من أزواجهن، ولهذا يقصرن نظرهن عليهم، لا يبغين غيرهم ولا يطمحن ولا يشتهين سواهم، وأما الحجاب وغيره من التكاليف فمحلها الدنيا التي هي دار ابتلاء وامتحان وعمل، وأما الآخرة فهي دار جزاء، لا تكاليف فيها ولا عمل، وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 5147.
والله أعلم.