هل تكذب لحفظ المال من تبذير الزوج

24-3-2005 | إسلام ويب

السؤال:
زوجي رجل مبذر يمكنه تبذير المال في أشياء لا قيمة لها أو على أي شخص لا يستحق فاضطررت للكذب عليه لتوفير بعض المال لتربية الأبناء فيما يخصهم كما أعطيه هو كذلك المال لما يفلس ويحتاج. وطريقة توفير المال أنني أقول له إنني استلفت من فلانة أو جارة أوغير ذلك ليعطيني هذا المبلغ لكن لا أبذر هذا المال في أشياء غير شرعية بل أساعد به أسرتي. فهل جائز لي الكذب في هذه الحالة لإنقاذ أسرتي من الدمار أم لا.
ولكم خير الجزاء.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالكذب محرم وهو يهدي إلى الفجور؛ كما صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم حيث قال فيما رواه مسلم في صحيحه: عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا. وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا.

ومن هذا تعلمين أيتها الأخت خطورة الكذب؛ وما ذكرته من تبذير زوجك لا يبرر لك الكذب؛ بل عليك مناصحته وتذكيره بحرمة التبذير وما قال الله تعالى بشأن أصحابه: إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً {الإسراء:27}.  ولا بأس بأن تستعيني ببعض الكتيبات والأشرطة التي تتناول هذا الخلق المشين، فإن قبل زوجك النصح وحفظ ماله فاحمدي ربك على ذلك، وإن استمر على سفهه فلا مانع من أن تتخذي معه التورية والمعاريض للتحايل على أخذ المال منه وصرفه في مصالح أسرتكما. أخرج البخاري في الأدب المفرد عن عمران بن حصين قال: إن في معاريض الكلام مندوحة عن الكذب.

وللمرأة أن تأخذ من مال زوجها ما يكفيها وولدها بالمعروف إن كان يمنعها ذلك، ولها التحايل للوصول إلى هذا الحق، فإن كان الزوج موفيا لهذا الحق فلا يحل للمرأة أن تأخذ شيئاً من ماله إلا بإذنه وبطيب نفس منه.

والله أعلم.

www.islamweb.net