الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يكشف همك ويصلح زوجك ويهديه إلى الحق.
ثم إننا ننصحك بالتوجه إلى الله تعالى بالدعاء لإصلاح زوجك وأن يبغض إليه المعاصي، ومما يساعد على ذلك مداومة نصحه بأسلوب هادئ لين تبينين له فيه حرمة هذا الأمر وقبحه شرعا وطبعا، إذ كيف يقوم بهذا السلوك مع بنات الناس ولا يرضاه لبناته ولا واحدة من قريباته، ولا بأس أن تذكري له قصة ذلك الشاب الذي طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يأذن له بالزنا لأن فيها ردعا لكل عاقل، والقصة جاءت في مسند أحمد عن أبي أمامة قال إن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ائذن لي في الزنا فأقبل القوم عليه، فزجروه، قالوا: مه مه، فقال: أدنه فدنا منه قريبا، قال: فجلس قال: أتحبه لأمك؟ قال لا والله، جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم. قال: أفتحبه لابنتك؟ قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم. قال: أفتحبه لأختك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم. قال: أفتحبه لعمتك؟ قال لا والله جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم. قال: أفتحبه لخالتك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم.. الحديث.
ثم نبهيه ماذا لو أن واحدة من بناته اكتشفت هذا السلوك منه فلا بد أنها ستحتقره لهذا، وهو الذي حرمهم من مشاهدة القنوات بحجة مخالفتها للشرع والأخلاق، بل ربما حاولت أن تجرب هي الأخرى هذا المسلك فتقع في حبائل الشيطان فيجرها ذلك إلى الوقوع في فاحشة الزنا، وعندها تكون الفضيحة والعار الذي لا يمحى أبد الدهر. نسأل الله العافية.
وتفاديا للوقوع في هذه الأمور حاولي ملأ فراغ زوجك بما هو نافع ومفيد من غير أن يشعر تعمدك لذلك حتى لا ينفر.
وما ذكرته من ملاحقة هذا الزوج وتتبع نزواته اعلمي أنه أمر لا ينبغي لك، فعله لأنه ربما عاد عليك بالضرر، وهذا ما بدأ يظهر عليك من خلال الهموم والأمراض والوساوس، بل عليك ترك ذلك وتجنبه، واعلمي أن الشرع حرم تتبع عورات الناس ومساوئهم، وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله. رواه الترمذي. وإذا كان هذا في جميع الناس فهو في الزوج أشد.
وإذا تحققت من ارتكابه لمنكر من مشاهدة صور خليعة أو مغازلة أجنبية عليه ونحو ذلك فذكريه بحكمه الشرعي وانصحيه ليتركه، فإن ارتدع وكف عنه فذلك المطلوب، وإن أصر على مواصلته فلا تؤاخذين أنت إن شاء الله تعالى به بعد نهيك له عنه وتبيين الحكم الشرعي له، وهذا هو غاية ما تستطيعين. نسأل الله عز وجل أن يصلح أحوال المسلمين.
والله أعلم.