الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى لك العافية والشفاء مما تجدينه من وسوسة، واعلمي أن العبادة مبناها على التخفيف ورفع الحرج، قال الله تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج:78}، فيكفيك من وجوب الاستنجاء تنقية المخرج من البول أو الغائط، ولا تتكلفي إخراج ما ليس بخارج، ثم عليك الإعراض بعد ذلك عما تجدينه من وساوس في شأن خروج بعض البول أو الغائط لما يترتب على الاسترسال في الوسوسة من ضرر على الدين والدنيا.
فأفضل علاج لمثل هذه الوساوس هو الإعراض؛ كما صرح بذلك بعض أهل العلم، فقد سئل شيخ الإسلام ابن حجر الهيتمي عن داء الوسوسة هل له دواء؟ فأجاب بقوله: له دواء نافع وهو الإعراض عنها جملة كافية، وإن كان في النفس من التردد ما كان، فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت؛ بل يذهب بعد زمن قليل كما جرب ذلك الموفقون. وأما من أصغى إليها وعمل بقضيتها فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين بل وأقبح منهم، كما شاهدناه في كثير ممن ابتلوا بها وأصغوا إليها وإلى شيطانها الذي جاء التنبيه عليه منه صلى الله عليه وسلم بقوله: اتقوا وسواس الماء الذي يقال له الولهان. انتهى، وراجعي المزيد في الفتوى رقم: 10973.
وينبغي تجنب المكث في الحمام زيادة عن الحاجة لما يترتب على ذلك من مخاطر صحية، قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: وطول المكث على قضاء الحاجة يولد الداء الدوي. انتهى.
ولا يجب استخدام المناديل في الاستنجاء؛ بل يصح الاقتصار على الماء وحده.
والله أعلم.