الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن السحر حقيقة ثابتة بالقرآن والسنة قال الله تعالى: يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ .{البقرة: 102}. وقال تعالى عن سحرة فرعون: سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ . {لأعراف: 116}. وروى البخاري عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه سحره لبيد بن الأعصم اليهودي. وكذلك روى أحمد والحاكم والدارقطني أن عائشة أم المؤمنين سحرتها جارية لها. والحديث صححه الحاكم والذهبي وراجع الفتاوى: 502 ، 14622، 24556. وللسحر تأثير على من ابتلي به، ولا يصيب الإنسان إلا بتقدير الله تعالى وقدره مثل سائر الأمراض والبلايا قال تعالى: وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ{البقرة: 102}. وراجع الفتوى رقم: 5856، وعلاج السحر يكون بالرقية الشرعية من القرآن والأذكار، والأفضل أن يرقي المرء نفسه ، ويباح له طلب الرقية من غيره ممن عرف بالاستقامة والورع والتقوى، وراجع الفتوى رقم: 58433، ولمعرفة الرقية الشرعية، راجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 4310 ، 5252، 2244. أما قراءة سورة الإخلاص وغيرها من سور القرآن فهي رقية شرعية جائزة فقد ثبت في حديث عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث على نفسه بالمعوذات ـ سورة الإخلاص والمعوذتين ـ فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها. متفق عليه. أما تحديد عدد معين في القراءة، وجعله سببا لمعرفة من عمل السحر فلا يجوز. وقد منع من هذا التحديد في القراءة العلامة ابن باز رحمه الله وراجع الفتاوى ذوات الأرقام: 36001 ، 6604 ، 55151. كما أنه لا تثبت معرفة فاعل السحر إلا باعتراف منه أو بدليل قطعي يثبت ذلك بالإضافة إلى أن معرفة فاعل السحر لا فائدة منه في علاج السحر. وفي كثير من الأحيان قد يكذب الجن ليوقع العداوة والبغضاء بين الناس. أما الحجامة فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم عليها كما سبق في الفتوى رقم: 33261. ولكنها ليست رقية ولا علاجاً للسحر. وننبه إلى أنه لا يجوز أن يحجم الرجل المرأة أو العكس لما في ذلك من محاذير شرعية من كشف العورات ومس الأجانب. وعليه فيجب عليك عدم التعامل مع هذا الراقي إذا علمت أنه يمارس رقية غير شرعية، كما يجب عليك بذل النصحية لما يلم بهم من نكبات وأمراض فلعلها تكون غير متعلقة بالسحر، وإلا فالبحث عن راق آخر يعالج بالرقية الشرعية.
والله أعلم.