الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الحق سبحانه أن يشفيك ويبارك لك فيما أعطاك من الذرية ويرزقك المزيد، ثم إننا نرجو أن يثيبك الله تعالى على هذه الرغبة الطيبة وهي تكثير النسل، إذ قد ورد في فضل ذلك جملة من الأحاديث منها قوله صلى الله عليه وسلم: تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم. رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني.
وعلى هذا فما دمت سعيت إلى تحقيق هذا المقصد ورغبت فيه ولم يقدره الله تعالى لك بعد، فعليك بملازمة الصبر لأنه شأن المؤمن في كل مصيبة تحل به، ونذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عز وجل عنه حتى الشوكه يشاكها. متفق عليه، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به من سيئاته.
أما فيما يتعلق بحكم إقدامك على الحمل من عدمه فهذا ينظر فيه، فإن قرر أهل الاختصاص من الأطباء أنه يخشى منه إهلاك نفسك فهذا لا يجوز لك الإقدام عليه، لأن الله تعالى يقول: وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ {البقرة:195}.
أما إن لم يصل إلى تلك المرحلة وإنما فيه مجرد جهد وتعب أو خوف على جنين فليس في الإقدام عليه إثم.
والله أعلم.