الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالكذب بجميع صوره وأشكاله حرام، فعليك بتجنبه والابتعاد عنه وتحري الصدق، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ {التوبة:119}، وثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة. رواه الترمذي وهو صحيح.
وبإمكانك أن تتخلص من الكذب بطريقة مباحة وهي التورية، فإن في المعاريض مندوحة عن الكذب، والتورية هي أن يتكلم المتكلم بكلام له معنى ظاهر متبادر للسامع، وله معنى آخر خفي، ومقصود المتكلم هو هذا المعنى الخفي، إلا أنه ورَّاه وأخفاه بذلك المعنى الظاهر المتبادر.
ثم هذه الأمور التي ذكرتها ليست مما يترتب عليه ضرر أو مفسدة فهي إذاً من صغائر الذنوب وليست من الكبائر، ولكن صغائر الذنوب قد تلحق بالكبائر إذا استخف بها الإنسان أو أصر عليها، ففي الحديث: إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه. رواه الطبراني. وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
فعليك بالتوبة مما ارتكبت وراجع الفتوى رقم: 26042، والفتوى رقم: 1126، والفتوى رقم: 3743، ونسأل الله أن يعصمنا وإياك من الزلل في القول والعمل، إنه سميع مجيب.
والله أعلم.