الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الانفتاح على العصر الذي يرخص فيه الشرع ويأمر به إنما يكون بالمشاركة في الخير والدعوة إلى الله والمساعدة على حل المشاكل بالطرق الشرعية ونحو ذلك، لا بالمشاركة فيما يتنافى مع أخلاقنا وآدابنا، مما قد تترتب عليه بعض المخالفات مع عدم القدرة على الإنكار، وذلك مثل حلق اللحية واختلاط النساء بالرجال، وخضوعهن بالقول وما يترتب على ذلك من الفتنة، وحلق اللحية من الحرام البين، وكنا قد بينا ذلك في فتاوى كثيرة، فراجع فيه فتوانا رقم: 2711.
واختلاط الرجال بالنساء سبب كبير لوقوع الفتنة، ففي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
وفي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
وعليه، فنقول لهذه الجماعة التي منَّ الله عليها بهذا المسجد الصغير في تلك البلاد النائية عن الإسلام: إن عليها أن تتقي الله وتبتعد عن هذا النوع من الانفتاح المفسد للدين، فتعفو لحاها وتترك الاختلاط بالنساء، وتنأى عن الأمثال الشعبية التي لا تنفع، وأما ما ينفع فلا حرج في استماعه والاستفادة، ونسأل الله أن يعيننا وإياكم على التمسك بدينه وشرعه، وأن يعصمنا وإياكم من فعل المنكرات، إنه سميع مجيب
والله أعلم.