الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم: أنه كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات. رواه البخاري، وروى أصحاب السنن أنه صلى الله عليه وسلم رغب في قراءة السور المذكورة مساء وصباحا، كما ذكرنا في الفتوى رقم: 57139.
وقال: إن قراءتها تكفي من كل شيء. ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان ينفث ويمسح جسده بعد أن يقرأ السور المذكورة بعد المغرب والصبح، والأولى متابعته صلى الله عليه وسلم، لكن فعل ذلك في بعض الأوقات لا بأس به فيما يظهر لنا لثبوت النفث مع القراءة عنه صلى الله عليه وسلم، كما في حديث البخاري ولما ورد من حثه وحضه على قراءة الإخلاص والمعوذتين مساءاً وصباحاً.. وقد استدل العلماء بحديث البخاري المذكور على جواز رقية الصحيح، قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم: قال الكثيرون أو الأكثرون بجوز الاسترقاء للصحيح لما يخاف أن يغشاه من المكروهات والهوام ودليله أحاديث ومنها حديث عائشة في صحيح البخاري. انتهى.
وأما الإتيان بالذكر المقول فيه أنه المقصود بالباقيات الصالحات وهو سبحانه الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، الإيتان بهذا الذكر بعد صلاتي الفجر والمغرب فلا نعلم دليلاً عليه، فينبغي عدم ملازمة ذلك.
والله أعلم.