الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالروح والنفس بمعنى واحد: والنفس هي المدبرة والمحركة للجسد، فإذا فارقته بالموت خرجت منه الحياة وأصبح جثة هامدة، وهي من أمر الله تعالى تسري في الجسم كما يجري الماء والبلل في الأغصان والأوراق.. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كلاما معناه: تسمى نفسا باعتبار تدبيرها للبدن، وتسمى روحا باعتبار لطفها... وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما نام عن الصلاة: إن الله قبض أرواحنا حيث شاء، وردها حيث شاء. وقال بلال: يا رسول الله أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك، وقال الله تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الزمر:42}.اهـ. ثم إن النفوس تختلف باختلاف أصحابها واختلاف رفاق أهلها وبيئاتهم. فمن العباد مسلمون صالحون ومنهم قاسطون، ومنهم من عنده جليس صالح ومن عنده جليس سوء، وباختلاف ذلك تخلتف النفوس بين أمارة بالسوء ولوامة ومطمئنة، فيجب وزن جميع الخواطر النفسانية بالشرع، فإذا أمرت بالسوء وجب خلافها؛ وإلا فلا يجب خلافها، وراجع للمزيد في الموضوع الفتاوى التالية أرقامها: 58477، 31296 ، 54808 ، 30184 ، 30215 ، 10263 .