الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلاشك أن للمسجد أهمية عظيمة في نشر الإسلام وتوعية المسلمين واجتماعهم وتآلفهم وتفقد حال من يحتاج إلى إعانة، فهو مجمع الفضائل ومحل العبادة، وقد شهد الله لمن يعمره بالطاعة بالإيمان فقال: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ{التوبة: 18}. وأثنى الله عز وجل على عمار المساجد بالطاعات والذكر فقال: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رجال..{النور:36}. وحث على عمارته الحسية، وأخبر أن من بنى مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة.
ولأهمية المسجد فقد كان من أول ما قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم عند قدومه المدينة هو بناؤه للمسجد، وقد كان مأوى للضعفاء أصحاب الصفة ومن أصيب بهم أو غيره، فعن أبي سعيد الخدري قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة، ما لي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال: أفلا أعلمك كلاما إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك! قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال. قال: ففعلت ذلك، فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني. ولا ينكر أهمية المسجد في الإسلام إلا جاهل أو مكابر.