الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا نقول للسائل نسأل الله أن يهديه ويثبته على التوبة، اعلم أنك قد ارتكبت أمورا عظاما منها رجوعك بعد ما من الله عليك بالتوبة وذقت طعم الهداية إلى ممارسة ما نهى الله عنه في كتابه، ونهى عنه رسوله صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ {المائدة: 90-91}
ومنها أنك عاهدت الله على عدم الرجوع إلى هذا الأمر ولم تف بعهدك.
ومنها وهو أعظمها ترك الصلاة، فعليك أيها الأخ السائل أن تفيق وتستشعر عظم ما ارتكتب وتتوب إلى الله، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وللفائدة طالع الفتوى رقم: 31318 والفتوى رقم: 1108 والفتوى رقم: 1909.
ولا يلزمك من عدم وفائك بعهدك إلا التوبة عند الجمهور، وعند شيخ الإسلام عليك مع التوبة كفارة يمين كما أوضحنا في الفتوى رقم: 15049 واعلم أنك إن تبت إلى الله تاب عليك، ولو عدت ثم تبت أيضا، لكن من يضمن لك أنك توفق إلى التوبة بعد الذنب، ومن يضمن لك أن لا يفاجئك الموت وأنت متلبس بالذنب، فالحذر الحذر من الانتكاس، والبعد البعد من أصدقاء السوء، ثم إن مذهب جماهير العلماء أن عليك قضاء الصلوات التي فرطت فيها مع التوبة إلى الله تعالى، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 12700، 1145، 61320.
والله أعلم.