الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب على أبيك أن يتدارك نفسه بالتوبة والإنابة إلى الله تعالى، قبل أن يأتيه الأجل وهو على تلك الحال من المعاصي، وذلك لأن ما نسبت إليه أمور كلها توبق صاحبها في النار، بل إنه يُخشى على هذا الرجل من الردة وذلك لتلفظه بألفاظ تناقض معتقد المسلمين، هذا فيما يتعلق بأبيك.
أما أنت فعليك ببر هذا الأب ما استطعت إلى ذلك سبيلا، وأن تجتهد في النصح له واتخاذ الطرق المشروعة لذلك وتنويعها، لعل الله تعالى أن يهديه، ومن ذلك تخويفه عذاب الله تعالى، وإعطاؤه الكتيبات والأشرطة المشتملة على المواعظ المؤثرة، فإن أفاد ذلك فاحمد ربك على توفيقه، وإلا فليس لك إلا الدعاء له بالصلاح. قال صاحب رد المحتار: إذا رأى منكرا من والديه يأمرهما مرة فإن قبلا فبها، وإن كرها سكت عنهما واشتغل بالدعاء والاستغفار لهما، فإن الله تعالى يكفيه من أمرهما.
والله أعلم.