الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكر ابن أبي العز وشيخ الإسلام أن من حجة من يوجب الاستثناء في الإيمان، أن الإيمان هو ما مات الإنسان عليه والإنسان إنما يكون عند الله مؤمناً أو كافراً باعتبار الوفاة وما سبق في علم الله أنه يكون عليه، وما قبل ذلك لا عبرة به قالوا: والإيمان الذي يعقبه الكفر فيموت صاحبه كافراً ليس بإيمان كالصلاة التي أفسدها صاحبها قبل الكمال والصيام الذي يفطر صاحبه قبل الغروب وهذا مأخذ كثير من الكلابية وغيرهم. انتهى.
ومن المعروف أن الكلابية من فرق الأشاعرة، وأن المذهب الصحيح في المسألة الذي عليه جمهور السلف هو القول بالجواز، وقد بسط القول في مسألة الاستثناء في الإيمان، وبين خلاف العلماء فيها شيخ الإسلام وابن أبي العز في شرح الطحاوية، والغزالي في الإحياء، والخلال في السنة، وعبد الله بن الإمام أحمد في السنة، وابن منده في الإيمان فراجع كتبهم في الموضوع.
والله أعلم.