الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ما جاء في كتاب الله تعالى من كلام الأنبياء وغيرهم مؤمنين كانوا أو غير مؤمنين وحتى من الحيوانات هو من كلامهم، قالوه بهذا المعنى بلغتهم ونقله إلينا القرآن الكريم بالعربية.
قال القرطبي في التفسير: واتفق العلماء على جواز نقل الشرع للعجم بلسانهم وترجمته لهم، وذلك هو النقل بالمعنى، وقد فعل الله تعالى ذلك في كتابه فيما قص من أنباء ما قد سلف، فقص قصصا ذكر بعضها في مواضع بألفاظ مخلتفة والمعنى واحد، ونقلها من ألسنتهم إلى اللسان العربي..
وعلى ذلك، فما جاء في القرآن الكريم من مقولات وحوارات قالها أصحابها بالفعل بألفاظهم ولغاتهم ولكن القرآن الكريم نقلها إلينا بمرادفها من اللغة التي نزل بها القرآن العظيم.
واللغات إنما هي قوالب وأوعية للمعاني، ونرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 52182.
والله أعلم.