الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ففي صحيح مسلم وغيره من حديث أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة، فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا، فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا. فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا.
فظاهر هذا الحديث أن الذين يذهبون إلى السوق هم الرجال وحدهم دون النساء. وذلك لأن الحديث ذكر أنهم يرجعون من السوق إلى أهليهم، يعني زوجاتهم، فدل رجوعهم إليهن على أنهن لم يكن يرافقنهم.
ويدل على ذلك أيضا ما ذكره شيخ الإسلام في مجموع الفتاوي، قال: وما فى هذا الحديث من ( ازدياد وجوههم حسنا وجمالا)، لا يقتضى انحصار ذلك فى الريح فإن أزواجهم قد ازدادوا حسنا وجمالا ولم يشركوهم فى الريح... وعلى هذا فيمكن أن يكون نساؤهم المؤمنات رأين الله فى منازلهن فى الجنة رؤية اقتضت زيادة الحسن والجمال إذا كان السبب هو الرؤية كما جاء مفسرا فى أحاديث أخر. كما أنهم فى الدنيا كان الرجال يروحون إلى المساجد فيتوجهون إلى الله هنالك، والنساء فى بيوتهن يتوجهن إلى الله بصلاة الظهر، والرجال يزدادون نورا فى الدنيا بهذه الصلاة وكذلك النساء يزددن نورا بصلاتهن...