الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمما لا ريب فيه أن الإيمان بكتب الله ركن من أركان الإيمان، والإيمان بها يقتضي تعظيمها وتوقيرها ، والاستخفاف بها، وجعلها عرضة للتنكيت وإضحاك الآخرين ينافي ذلك التعظيم المستلزم للإيمان.
ولكن التنكيت أحيانا قد لا يتنافى مع التعظيم، فقد روى الترمذي في باب مزاح النبي صلى الله عليه وسلم من كتابه "الشمائل": ثنا عبد بن حميد، ثنا مصعب بن المقدام، ثنا المبارك بن فضالة، عن الحسن قال: أتت عجوز النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، ادع الله لي أن يدخلني الجنة. فقال: "يا أم فلان، إن الجنة لا تدخلها عجوز". قال: فولت العجوز تبكي، فقال: "أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز؛ إن الله تعالى يقول: "إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا".
وقال الترمذي: ثنا عباس بن محمد الدوري، ثنا علي بن الحسن بن شقيق، ثنا عبد الله بن المبارك، عن أسامة بن زيد، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قالوا: يا رسول الله، إنك تداعبنا. قال: "إني لا أقول إلا حقا" تداعبنا يعني تمازحنا. وهذا الحديث قد صححه الشيخ الألباني وغيره.
وبناء على هذا، فلا نرى بأسا بنكتة ذلك الضيف، لكن ترك مثلها أحوط للدين، وأولى بالورع.