الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعليك أن تبالغ في بر أبيك والإحسان إليه ما استطعت إلى ذلك، وذلك لما للأب من حقوق عظيمة. وراجع الفتوى رقم: 47351.
وما ذكرته من تقصير هذا الأب في حقك، وأنت صغير لا ينقص ذلك من حقه عليك شيئاً، فعليك بلزوم الصبر والدعاء لأبيك واتخاذ الوسائل المشروعة التي تذهب هذه الكراهية التي يكنها لك والدك، ومن تلك الوسائل توسيط الأهل والأقارب وأهل الفضل، وبذل المال له، والسير في تحصيل رغباته، فإن أفاد ذلك فهذا فضل ومنة من الله عليك، وإن لم يفد فلا حرج في الابتعاد عنه فترة نزولاً عند رغبته على ألا تترك محاولة رضاه عنك.
أما بخصوص دعائه عليك، فلا تخش منه إن شاء الله تعالى ما دمت لم تقصر في حقه ولم يصدر منك له ما يفيد العقوق، وهذا من كرم الله تعالى عليك وإحسانه على عباده حيث لا يستجيب لدعاء المعتدي.
والله أعلم.