الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته من أنه في إدارة الكلية التي تدرس بها يوجد نساء متبرجات، وأن في القسم توجد فتاة متبرجة ومشاكسة، وأن فيه أيضاً طلاباً يكثرون اللغو والألفاظ البذيئة ومعاكسة الفتيات والغيبة والكلام الغليظ، وأن في الطابق الذي فوقكم مدرسة لتعلم التجميل للنساء، وأن هناك محلات تجارية تكثر فيها المتبرجات وأنك قليلاً ما تجد من يذكرك بالله، وأن الظروف التي تعيش فيها تستوجب عليك أن تغيب في الصيف لعمل تحضيري في المطار، وأن ذلك يستوجب عليك حلق اللحية... إلى غير ذلك مما سردته سرداً وفصلته تفصيلاً، كلها أمور توجب عليك الابتعاد عن هذه الكلية، والبحث عن مؤسسة دراسية أخرى تأمن فيها من الفتنة، وتستطيع أن تقيم شعائر دينك، فإذا لم تجد إلا هذه الكلية، وكنت محتاجاً إليها لمعاشك والإنفاق على من تلزمك نفقته، جاز لك البقاء فيها من باب أن الضرورات تبيح المحظورات.
ومتى أتيح لك من الأسباب ما تستغني عنها به، وجب عليك تركها، وقد أحسنت في كونك متزوجاً، فإن ما ذكرته من الفتن في الكلية وغيرها، يقتضي منك أن تتزوج لأنه أغض لبصرك وأحصن لفرجك، وما يشترطه عليك والداك من العمل التحضيري، إذا كان المانع لك منه هو أنه يستوجب حلق اللحية، فقد بينا لك أنك إذا كان في الإمكان وجود فرصة للدراسة أو للعمل تنجو معها مما ذكرت من الفتن، فإنه يحرم عليك المتابعة على الحال التي أنت فيها، وإن لم يكن ذلك متاحاً لك فإنه يصير ضرورة في حقك، وراجع للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 6717.
والله أعلم.