الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يطهر قلبك ويشرح صدرك ويملأه إيماناً وتقوى، ويبغض إليك الكفر والفسوق والعصيان، وأن يجعلنا وإياك من الراشدين.
أيها الأخ الكريم: اعلم أن الشهوة والغريزة فطرة مركبة في الإنسان لا يخلو منها فرد، ولكن المؤمن المتيقظ الذي يراقب الله تعالى ويعلم أنه يراه، وأنه صائر إليه ومجازيه يكبح جماح تلك الشهوة ويلجمها بذلك الإيمان وبتلك المراقبة لله تعالى فيمنعه ذلك من تفريغ هذه الشهوة فيما حرم الله.
هذا، ولقد بينا حكم ارتكاب العادة السرية في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1087، 2283، 7170، 52466، 9195، 34473.
هذا، وإن كنت قادراً على الزواج أثناء دراستك فتزوج، ولا عذر لك في التأخير، وإن لم تتمكن من الزواج ولم تكن قادراً على مؤونته، فاجتهد في الصيام، ولا تعجز ولا تنقطع بحجة الشعور بالجوع، فإنه لا بد في الصيام من الجوع، ولكن بعد فترة تتهذب هذه النفس الأمارة بالسوء، ويكفيك الوصية النبوية في قوله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منك الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم.
واقطع عنك جميع أسباب الغواية من إطلاق للبصر إلى الأجنبيات، أو تساهل في الكلام معهن لغير حاجة، ونحو ذلك مما يهيج الشهوة عندك ويزيد من آثامك وذنوبك، وانظر الفتوى رقم: 18768.
كما ننصحك بالالتجاء إلى الله وسؤاله بذل وإلحاح أن يرزقك العفة، وأن يحفظ فرجك عن الحرام، وتحر في دعائك آداب الدعاء والتمس أوقات إجابته الشريفة، وانظر ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 11571، 2395، 23599، 17449، 32655، 8581.
وعليك أن لا تختل بنفسك كثيراً، بل اجتهد في أن تكون لك رفقة صالحة من الشباب المؤمن المتمسك بالدين، فإنهم خير معين بعد الله تعالى على الاستقامة على أمره، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، فاشترك معهم في طلب العلم النافع واستماع الأشرطة الدينية، ونحو ذلك من الأنشطة التي تشغل الفراغ وتعود بالنفع في الدين والدنيا.
والله أعلم.