الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالصلاة في الجماعة في المسجد مطلوبة، فإذا كان إمام المسجد مبتدعاً فإنه ينظر في بدعته، فإن كانت بدعة كفرية فلا تصح الصلاة خلفه، وإن كانت دون الكفر فينظر فإن أمكنت الصلاة خلف غيره فلا تصلي خلفه، وإن لم تمكن فلا تفوت الجماعة لكون إمام المسجد مبتدعاً، بل معتقد أهل السنة أنه يصلى خلف كل بر وفاجر ما دامت صلاته لنفسه صحيحة، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يصلون لكم، فإن أصابوا فلكم، وإن أخطأوا فلكم وعليهم. وينبغي مناصحة الإمام بالرفق واللين وبيان الحق له عسى الله أن يهديه للحق.
وأما الطمأنينة في الصلاة فركن عند جمهور أهل العلم واختلفوا في مقدارها، والأصح أنها سكون بعد حركة بمقدار قول (سبحان الله) مرة واحدة، وما دام الإمام يطيل الركوع والسجود بمقدار قول سبحان الله فلا يعتبر نقراً للصلاة يمنع من الصلاة خلفه.
وأما تسوية الصف فقد أجمع العلماء على مشروعيتها في الصلاة، واختلفوا في وجوبها، فالجمهور على الاستحباب فقط، وحكي هذا إجماعاً، لحديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رصوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق. رواه أبو داود والنسائي، وصححه ابن حبان.
وحديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سووا صفوفكم، فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة. رواه البخاري، وحديث النعمان بن بشير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لتسون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم. رواه البخاري ومسلم، ورواه أبو داود وأحمد بلفظ: أو ليخالفن الله بين قلوبكم. وحديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أتموا الصف الأول، ثم الذي يليه... رواه الخمسة إلا الترمذي. وعند مخالفة الناس لهذه السنة فإنهم ينصحون وتبين لهم السنة ولا مبرر لترك الجماعة لهذا السبب.
والله أعلم.