الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أشرطة الكاسيت وأقراص الليزر وما أشبهها إذا كانت تحتوي على القرآن الكريم، فإن على المسلم أن يحترمها ويصونها لما فيها من كلام الله عز وجل. فقد قال الله عز وجل: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ. {الحج:30}،
فلا يجوز وطؤها أو امتهانها، ولكنها لا تأخذ حكم المصحف الشريف من كل وجه، فيجوز مسها لغير الطاهر. ونرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 55428، وما أحيل عليه فيها للمزيد من التفصيل.
وفيما يخص رفع القرآن في آخر الزمان روى ابن أبي شيبة في مصنفه وغيره عن عبد الله بن مسعود قال: إن هذا القرآن الذي بين أظهركم يوشك أن ينزع منكم، فقيل له: كيف ينزع منا وقد أثبته الله في قلوبنا وأثبتناه في مصاحفنا؟ قال: يسري عليه في ليلة فينزع ما في القلوب ويذهب بما في المصاحف ويصبح الناس منه فقراء، ثم قرأ قول الله تعالى: وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا {الإسراء:86}. انتهى.
وننبه إلى أن ورفع القرآن لا يقع إلا حين لا يبقى على الأرض مؤمن يعمل بالقرآن، وإنما يكون الباقي في الأرض هم شرار الناس الذين لا يؤمنون بالقرآن ولا يعملون به، فعنهم يرفع القرآن تنزيها له، وعليهم تقوم الساعة.
وأما شكل المصحف في هذا العصر، فإنه أخذ أشكالاً متعددة كما أشرت فربما يكون المصحف في أشرطة كاسيت أو أقراص الليزر أو أشرطة فيديو... أو غيرها مما هو مكتوب، وقد سبق بيان حكم التعامل مع هذه الأنواع.
والله أعلم.