الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ريب أن شتم المسلم وسبه من المحرمات التي يجب الحذر منها، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. متفق عليه.
وإذا كان هذا محرما في عامة المسلمين فهو فيمن له حق العشرة كالزوجة أشد، لقول الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء: 19} فالإحسان إلى الزوجة وإكرامها أمارة على خيرية الرجل ونبله وحسن خلقه وقوة إيمانه بخلاف المسيء إليها، ويشهد لهذا ما روي في الأحاديث النبوية، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله. وقوله: استوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عندكم عوان. رواه الترمذي
ومن هنا نقول لزوجك: عليك أن تتقي الله تعالى وتكف عن سب زوجتك وإهانتها لأن ذلك يتنافى مع الخلق الحميد فضلا عن كونه محرما تعاقب عليه، أما أنت أيتها الأخت فننصحك بالصبر ومقابلة ما يصدر من زوجك من سوء الخلق بحسن التبعل، وحاولي نصحه وتذكيره بحقك عليه، وتنبهي إلى مجانبة تلك الأسباب التي تجعله يتفوه بتلك الألفاظ، واعلمي أن الحياة الزوجية لا تخلو من منغصات، فإن قامت المرأة بحقوق زوجها على الوجه الشرعي وعملت ما في استطاعتها من طاعة الزوج في الأمور المشروعة فهي مأجورة، ولا تأثم إن كان زوجها يطلب منها ما ليس بمقدورها، أو ما ليس له حق في طلبه، وراجعي الفتوى رقم: 42469.
والله أعلم.