الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يجعل لك من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً، والذي نوصيك به أولاً هو تقوى الله تعالى، والمحافظة على فرائضه والابتعاد عن نواهيه، فقد قال سبحانه وتعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا {الطلاق: 2}. وقال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق: 4}.
وعليك أن تتفرغي لمهتمك الأساسية في هذه الفترة وهي الدراسة، ولا تضيعي وقتك في الأشياء الجانبية الأخرى، فليكن جهدك ووقتك للدراسة فقط، فإن من جد وجد ومن زرع حصد، فالمسلم يأخذ بالأسباب وبسنن الله تعالى في هذا الكون التي لا تحابي أحداً ثم بعد ذلك يكل الأمر إلى الله تعالى ويعتمد عليه.
وعليك كذلك أن تكثري من الدعاء، وخاصة في أوقات الإجابة، وقت السحر دبر الصلوات، فقد قال الله عز وجل: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ {النمل: 62}.
ومن الأدعية المأثورة التي ينبغي للمسلم أن يكثر منها في صباحه ومسائه: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا إلى أحد من الناس.
ومنها: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، اللهم إني أستغفرك لذنبي وأسألك رحمتك، اللهم زدني علماً، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
ولا تلتفتي إلى نظرات من يقلل من شأنك، وليكن ذلك دافعاً لك إلى مزيد من الاجتهاد وإثبات الوجود وكسب القوة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير. احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان. رواه مسلم.
وبخصوص زوجك جزاه الله خيراً، فهذا شأن الزوج المسلم الوفي أن يساعد زوجته ويقف إلى جانبها ويشجعها، وخاصة في أوقات المحن، ونوصيه بتقوى الله تعالى، والقيام بواجبه ومساعدة زوجته حتى تتفرغ لدراستها وتتجاوز هذه العقبة، فالله تعالى في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
ونرجو أن تطلعي على المزيد في الفتوى رقم: 62954.
وإذا كانت الجامعة مختلطة فراجعي الجواب رقم: 2523.
والله أعلم.