الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالعجب كما قال الغزالي رحمه الله في الإحياء: هو استعظام النعمة والركون إليها مع نسيان إضافتها إلى المنعم...
والعجب لا يكون إلا بنعمة، ووصف كمالي، وله ثلاث حالات ذكرها الإمام الغزالي في الإحياء، فقال: اعلم أن العجب إنما يكون بوصف هو كمال لا محالة، وللعالم بكمال نفسه في علم وعمل ومال وغيره حالتان:
إحداهما: أن يكون خائفا على زواله ومشفقا على تكدره أو سلبه من أصله، فهذا ليس بمعجب.
والأخرى: أن لا يكون خائفا من زواله، لكن يكون فرحا به من حيث إنه نعمة من الله تعالى عليه لا من حيث إضافته إلى نفسه، وهذا أيضا ليس بمعجب.
وله حالة ثالثة هي: العجب وهي أن يكون غير خائف عليه، بل يكون فرحا به مطمئنا إليه، ويكون فرحه به من حيث إنه كمال ونعمة وخير ورفعة، لا من حيث إنه عطية من الله تعالى ونعمة منه، فيكون فرحه من حيث إنه صفته ومنسوب إليه بأنه له لا من حيث إنه منسوب إلى الله تعالى بأنه منه، فمهما غلب على قلبه أنه نعمة من الله مهما شاء سلبها عنه، زال العجب بذلك عن نفسه.
ومن هذا يتبين لك أن الذي تشعر به ليس من العجب في شيء، لأنك مدرك أن هذه النعم التي رزقتها هي من فضل الله عليك، وأنك تركت التمارين خوفا من الوقوع في العجب، وكل ذلك دال على نفي العجب عنك.
وعليه، فلا ينبغي أن تترك هذه التمارين، لأنها مفيدة لصحتك ونشاطك.
والله أعلم.