الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أنه لا يوجد مرض إلا وله دواء. ففي الحديث الشريف: قال النبي صلى الله عليه وسلم: تداووا فإن الله لم ينزل داء إلا وقد أنزل له شفاء غير داء واحد الهرم. رواه الأربعة إلا النسائي، ولأبي داود: إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء فتداووا ولا تتداووا بحرام. إلى غير ذلك من الأحاديث الصحيحة.
ومرض السرطان هو أحد الأمراض الخطيرة ولم يهتد الطب بعد إلى علاج بعض حالاته، ولكن ذلك لا يعني أنه ليس له دواء. فربما توصلت تجارب الأطباء إلى علاج له سريع، كما حصل في أمراض أخرى كان يظن الناس أن لا دواء لها.
ومما لا شك فيه أن التوترات والانفعالات النفسية لها انعكاسات كبيرة على الصحة لقوة الرابطة بين الجهاز الغدي وسائر أجهزة البدن الأخرى.
وعليه، فلا يجوز إخبار هذا المريض بحقيقة مرضه، طالما أن ذلك يزيد في تفاقم مرضه.
ولأن موضوع الحسابات يمكن التطلع إليه بطرق كثيرة، كما أن إقناعه هو بالذهاب إلى مصر يمكن حصوله من غير التصريح له بحقيقة المرض.
ولو افترضنا عدم إمكان أي شيء من ذلك إلا بإخباره، فإن الإبقاء على صحته أولى من مسألة الحسابات التي ستجد حلاً ولو بعد موته.
ومما يمكن أن يكون حلا في مثل هذه الحالة أن يذكر هذا الرجل بكتابة وصية، وأنه يشرع للمسلم أن لا تمر عليه ليلة إلا ووصيته مكتوبة عنده، ولو كان غير مريض، فما بالك إذا كان مريضا، وراجع الجواب: 30907.
والله أعلم.